بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها الأحباب والأحبة
لقد ذكر القرآن الكريم في سورة مريم فريقين من الناس, فريق يخر لله ساجدا باكيا ,فريق حافظ على الصلوات وابتعد عن الشهوات فقال الحق سبحانه وتعالى فيه (( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيئين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسراءيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ))
هذا الفريق الأول
وأما الفريق الثاني وهو فريق أضاع الصلوات وجرى وراء شيطانه وهواه وغرق في الشهوات فقال الله فيه : " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا...الآية"
نعم أحبابي ما معنى أضاعوا الصلاة في الآية الكريمة قد يتبادر إلى أذهاننا أن المعنى هو تركوها جملة وتفصيلا , اكن ما ذهب إليه بعض العلماء والمفسرين هو أخطر بكثير مما قد يتبادر إلى أذهاننا
يقول ابن عباس رضي الله عنهما : (( ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها "
وتأخير الصلاة عن وقتها هو ألا يصلي المرؤ الظهر حتى يدخل العصر وألا يصلي العصر حتى تدخل المغرب وألا يصلي المغرب حتى تدخل العشاء وألا يصلي العشاء حتى يدخل الصبح وألا يصلي الصبح حتى تشرق الشمس فمن مات وهو مصر على هذه الحالة ولم يتب وعده الله بغي وهو واد في جهنم .
قال تعالى " فسوف يلقون غيا "
يقوا ابن مسعود رضي الله عنه الغي : نهر أو واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات
وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى "الذين هم عن صلاتهم ساهون" قال هم الذين يأخيون الصلاة عن وقتها
وقال الله تعالى في آية أخرى:" يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون "قال المفسرون المراد بذكر الله في هذه الآية الصلوات الخمس فمن اشتغل بماله في بيعه وشرائه ومعيشته وضيعته وأولاده عن الصلاة في وقتها كان من الخاسرين
نعم إن المرء إذا حافض على صلاته وأداها في أوقاتها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافض عليها لم تكن لانورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيمة وحشر كما جاء في الحديث مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف
فمن شغله ماله فضيع الصلاة فهو مع قارون
ومن شغله ملكه عن الصلاة فضيعها فهو مع فرعون
ومن شغلته وزارته عن الصلاةفضيعها فهو مع هامان
ومن شغلته تجارته عن الصلاة فضيعها فهو مع أبي بن خلف
وهؤلاء جميعا في الدرك الأسفل من النار ولعياذ بالله
الله الله في الصلاة
الله الله في الصلاة
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقني وجميع المسلمين إلى أداء الصلاة في وقتها
اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة ورضوانا
والحمد لله رب العالمين
أدعوا لأخيكم وجزاكم الله بخير